ذكرى ميلاد سعيد طرابيك.. بدأ مشواره من المسرح وودع الحياة في صمت

في مثل هذا اليوم من عام 1941، ولد الفنان المصري سعيد طرابيك، أحد أكثر الوجوه المألوفة في السينما والمسرح والتلفزيون، والذي ظل لسنوات طويلة يجيد خطف الأنظار بخفة ظله الحاضرة في كل مشهد يظهر فيه، حتى لو كان من بين عشرات الممثلين.

ورغم أن سعيد طرابيك لم يحمل يومًا لقب "البطولة المطلقة"، فإن اسمه ظل مرتبطًا بأدوار لا تُنسى، وشخصيات كوميدية صنعت مكانًا لها في قلوب المشاهدين.

المسرح بوابة دخول سعيد طرابيك إلى الفن الحقيقي

بدأ طرابيك مسيرته من حيث يبدأ الكبار: خشبة المسرح لم يكن مجرد ممثل هاوٍ، بل تعلم على يد كبار المخرجين والممثلين، واعتبر المسرح مدرسته الأولى ومحبته الأولى، كان يرى في التمثيل متعة لا تقارن، وكان يقول دومًا: "أنا ممثل مش بتاع شو، الكواليس أحب علي من الكاميرا".

من الظل إلى الشاشة.. قصة صنع سعيد طرابيك اسمه في السينما والتلفزيون

مع انطلاقه في عالم السينما والتلفزيون خلال ثمانينيات القرن الماضي، شارك سعيد طرابيك في عشرات الأعمال التي حققت انتشارًا واسعًا، من بينها: الفرح، إكس لارج، طباخ الريس، السفارة في العمارة، عسل أسود، أبو علي، مرجان أحمد مرجان، وغيرها من الأفلام التي زادته حضورًا وارتباطًا بالشارع المصري.

وفي الدراما، ترك سعيد طرابيك بصمات واضحة بمشاركته في مسلسلات مهمة مثل رأفت الهجان ويوميات ونيس، واستطاع بموهبته التلقائية أن يحول الأدوار الصغيرة إلى مشاهد خالدة.

زواج سعيد طرابيك من شابة تصغره بـ 30 عامًا

رغم أن سعيد طرابيك كان دومًا بعيدًا عن ضجيج الإعلام، فإن زواجه المفاجئ من الفنانة الشابة سارة طارق قبل أشهر من رحيله، قلب مواقع التواصل رأسًا على عقب، حيث أثار الجدل لكون سارة تصغره بثلاثة عقود، بين من رأى في القصة رومانسية مختلفة، ومن تعامل معها بسخرية لاذعة.

لكن الزوجة الشابة أصرت على الدفاع عن مشاعرها، وقالت في أكثر من مناسبة: "أنا أحببته بصدق، وكان مصدر دفء لحياتي".

أزمة صحية مفاجئ لـ سعيد طرابيك.. ورحيل في أجواء من الحزن والجدل

في أيامه الأخيرة، أصيب طرابيك بهبوط حاد في الدورة الدموية أثناء تصوير أحد الأعمال، أعقبه أزمة قلبية أدخلته العناية المركزة، قبل أن يرحل عن عمر ناهز 74 عامًا.

ورغم أن خبر وفاته شكل صدمة، فإن الأحاديث لم تتوقف عند حدود الحزن، بل انتشرت شائعات مؤذية ربطت حالته بزواجه الأخير، وزعمت تعاطيه منشطات جنسية، وهو ما نفته زوجته بشكل قاطع، قائلة: "ما حدث شائعات لا تليق بإنسان رحل.. حسبي الله ونعم الوكيل".

الشيشة كانت العدو الصامت لـ سعيد طرابيك

من جانبه، أوضح الطبيب المعالج د. جمال شعبان أن الفنان الراحل كان يعاني من تصلب في الشرايين التاجية بسبب الإفراط في تدخين الشيشة، مما تسبب في تدهور مفاجئ في عضلة القلب لم تنجح الجهود الطبية في علاجه، رغم الاستعانة بخبير ياباني في اللحظات الأخيرة.

 شماتة مؤلمة تعرضت لها سارة طارق بعد رحيل سعيد طرابيك

لم تسلم الزوجة الشابة من هجوم شرس بعد وفاته، لكنها واجهت كل ذلك بصبر مؤلم، قائلة: "لا شماتة في الموت.. وهذا كأس يدور على الجميع".
 

أدوار صغيرة صنعت حضورًا لا ينسى لـ سعيد طرابيك

رغم أنه لم يكن من نجوم الصف الأول، فإن سعيد طرابيك استطاع أن يصنع لنفسه مكانة خاصة، وعرف بأنه من الكوميديانات الذين يرسمون الابتسامة بخفة ظل حقيقية، بعيدًا عن المبالغة.

كما شارك سعيد طرابيك في أعمال كلاسيكية إلى جانب الزعيم عادل إمام، أبرزها شاهد ما شفش حاجة، وجزيرة الشيطان، ووش إجرام، إلى جانب ظهوره في المسلسل الكوميدي الكبير أوي.