في عيد ميلاده الـ 78.. كيف أصبح خيري بشارة صانع السينما الواقعية

يحتفل اليوم المخرج خيري بشارة بعيد ميلاده الـ78، إذ ولد في مثل هذا اليوم عام 1947 بمدينة طنطا، محافظة الغربية، ليصبح وأحدًا من أبرز صناع السينما الواقعية الجديدة في مصر والعالم العربي.
مسيرته الفنية الممتدة عبر عقود، حملت معها رؤى بصرية وإنسانية نادرة، حيث أخرج ما يزيد عن 33 عملًا فنيًا، وشارك في تمثيل قرابة 15 عملًا، وكتب خمسة أفلام سينمائية، تميزت أغلبها بالحس الاجتماعي والجرأة الفنية.
بدايات خيري بشارة من طنطا وصولًا لبولندا
ولد خيري بشارة وسط أجواء ريفية برجوازية، أحب السينما منذ الصغر، فالتحق بالمعهد العالي للسينما وتخرج في قسم الإخراج عام 1967، ثم عمل مساعدًا للمخرج، وسافر في العام التالي إلى بولندا لدراسة الزمالة، وهناك شارك في صناعة الفيلم البولندي الشهير "في الصحراء والبراري".
عند عودته إلى مصر، تنقل بين التدريس والعمل الفني، قبل أن يندمج في عالم السينما التسجيلية عقب تأسيس المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة. وكان أحد مؤسسي جماعة "السينما الجديدة"، التي شكّلت ملامح جيل جديد من المخرجين، يجمع بين الواقعية والشاعرية.

خيري بشارة من طين الواقع وأحلام المهمشين إلى عالم الفن والشهرة
من عام 1974 حتى 1986، أخرج خيري بشارة أكثر من 12 فيلمًا وثائقيًا وقصيرًا، تنوعت موضوعاتها، وانطلقت من الواقع المحلي إلى الإنساني الأوسع.
وكانت أولى خطوات خيري بشارة في السينما الروائية كانت بفيلم "الأقدار الدامية"، الذي بدأ تصويره عام 1976 كمشروع مشترك مع الجزائر، واستغرق إعداده حتى عام 1982.
عرف بشارة بخياراته الجريئة، حيث قدّم عددًا من أبرز أفلام الدراما الاجتماعية في السينما المصرية، مثل: "الطوق والإسورة، العوامة رقم 70، يوم مر ويوم حلو، كابوريا، وآيس كريم في جليم".
وتميزت أعمال خيري بشارة بالانتصار للفئات المهمشة، وعمق الطرح البصري، وهو ما أهّله للفوز بعدد كبير من الجوائز المحلية والدولية.

رحلة خيري بشارة في التحول نحو التلفزيون والتعليم
إلى جانب السينما، ترك خيري بشارة بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية، وأخرج أعمالًا مؤثرة أبرزها: "مسألة مبدأ، ملح الأرض، ريش نعام، الزوجة الثانية، وبنت اسمها ذات".
كما ساهم خيري بشارة في تطوير صناعة السينما عبر التعليم، حيث درس بالمعهد العالي للسينما، وكان من أوائل من أدخلوا تقنيات التصوير الديجيتال والإنتاج المستقل إلى السوق المصري.
خيري بشارة خلف الكاميرا
في ندوة "مرآة مصر" ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، كشف خيري بشارة عن ملامح من حياته الخاصة، مؤكدًا أن واقعيته في الأفلام لا تعكس تمامًا شخصيته الحقيقية، قائلاً:"أنا شخص رومانسي، وجريء في أفلامي فقط".
وتحدث خيري بشارة عن جذوره، مشيرًا إلى أن والده كان على خلاف مع الفلاحين، مما أثر على وعيه الاجتماعي مبكرًا، وأضاف قائلا: "أبويا ضرب فلاح على وشه بالقلم، واللحظة دي شكلت هويتي".
ووصف رحلته الفنية بأنها لم تكن سهلة، مؤكدًا: “أنا مش بحب أتفرج على أفلامي لأنها ماضي وعدى، لكن انبسطت لما اتفرجت على قشر البندق بعد الترميم".