ذكرى رحيل "مارلين مونرو الشرق": هند رستم أيقونة السينما المصرية

هند رستم
هند رستم

 

يتزامن اليوم، الجمعة 8 أغسطس، مع الذكرى السنوية لرحيل الفنانة الكبيرة هند رستم، التي غادرت عالمنا عام 2011 تاركةً خلفها إرثًا فنيًا خالدًا ، تُعد هند رستم من أبرز رموز الفن في مصر والوطن العربي، وقد لمع نجمها منذ دخولها عالم السينما لتصبح واحدة من أهم الأيقونات في تاريخها.

 

البدايات والنشأة ..من ناريمان حسين مراد إلى هند رستم

 

وُلدت الفنانة القديرة هند رستم في الثاني عشر من نوفمبر عام 1931، لأسرة مصرية عريقة ذات أصول شركسية من ناحية الأب ، اسمها الحقيقي هو ناريمان حسين مراد، وقد لُقبت لاحقًا من قِبل النقاد بـ "مارلين مونرو الشرق" نظرًا لجمالها الفاتن وحضورها الطاغي على الشاشة ، لم تكن بدايتها في عالم التمثيل مخططة، بل جاءت عن طريق الصدفة البحتة ، ففي عام 1947، رافقت صديقة لها إلى أحد مكاتب الإنتاج المعروفة لإجراء اختبارات التمثيل الخاصة بفيلم "أزهار وأشواك" هناك لفتت ناريمان الشابة أنظار المخرج حلمي رفلة، الذي أعجب بها ومنحها دورًا صغيرًا في الفيلم، ليُسجل ذلك أول ظهور فني لها وينطلق من هنا مشوارها الفني الحافل.

 

مسيرة فنية حافلة ..74 فيلمًا وشخصيات لا تُنسى

 

على مدار مسيرتها الفنية الطويلة، قدمت هند رستم أكثر من 74 فيلمًا سينمائيًا، تنوعت فيها أدوارها بين الدراما والكوميديا والتراجيديا، لتثبت قدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات بإبداع وتميز تميزت بأدائها التلقائي والمقنع، وبحضورها القوي الذي كان يملأ الشاشة ،استطاعت أن تترك بصمة واضحة في كل دور أدته، من المرأة القوية إلى العاشقة الرقيقة، ومن الفتاة الشعبية إلى السيدة الأرستقراطية. من أبرز أعمالها التي لا تزال محفورة في ذاكرة السينما المصرية والعربية أفلام مثل "باب الحديد" الذي أدت فيه دور "هنومة" باقتدار، و"صراع في النيل"، و"الراهبة"، و"شفيقة القبطية"، و"حب لا يموت" .

رحلة العمرة والحج.. ابتعادًا عن الأضواء والزحام

 

كشفت بسنت رضا، ابنة الفنانة الراحلة هند رستم، عن جانب شخصي ومؤثر في حياة والدتها ، حيث قال بسنت أن والدتها قد أدت فريضة الحج بعد سنوات قليلة من أدائها العمرة وتُفصح عن تفاصيل هذه الرحلة المقدسة، مشيرة إلى أن والدتها كانت تفضل الأماكن غير المزدحمة، بل وكانت تعاني من رهاب الأماكن المغلقة والجموع الكبيرة لذلك، حرصت هند رستم على اختيار موسم غير اعتيادي للعمرة، بعيدًا عن ذروة الازدحام، وقد وفقها الله في ذلك، حيث سارت الأمور بسلاسة فاقت توقعاتهن.

 

لحظات خشوع أمام الكعبة المشرفة.. صفاء الروح

 

وأسترجعت بسنت لحظة مؤثرة لا تُنسى شهدتها أمام الكعبة المشرفة، حيث رأت والدتها في حالة من الروحانية والصفاء غير المسبوق ،ووصفت بسنت مشهد والدتها وهي تتعلق بكسوة الكعبة المشرفة، تدعو الله بخشوع عميق، في صورة نادرة تكشف عن مدى إيمانها وتجليها الروحي في هذا المكان المقدس هذه اللحظات العميقة من التأمل والدعاء أظهرت كيف كانت الفنانة، التي عُرفت بجمالها وأدوارها الجريئة، تمتلك جانبًا آخر من الخشوع والتقرب إلى الله.

 

لم تكن هند رستم مجرد أيقونة سينمائية، بل كانت إنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تمتلك مشاعر وأبعادًا روحانية عميقة، سعت دائمًا للحفاظ على خصوصيتها بعيدًا عن متناول الإعلام هذه التفاصيل تكشف عن صورة مغايرة ومثرية لحياة فنانة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما، وتؤكد أن هناك دائمًا جوانب خفية تستحق أن تُروى عن الشخصيات العامة التي ظننا أننا نعرف كل شيء عنها. رحلت هند رستم بجسدها، لكن ذكراها وأعمالها، وحتى لحظاتها الإيمانية، تظل خالدة في ذاكرة محبيها.

 

 

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط