عزاء تيمور تيمور: وداعٌ مؤثر لمدير التصوير الذي ضحى بحياته لإنقاذ ابنه

شهدت الساحة الفنية مساء اليوم الأحد وداعًا حزينًا لمدير التصوير البارز تيمور تيمور، الذي وافته المنية إثر حادث غرق مأساوي في منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، بدأت مراسم العزاء بعد صلاة المغرب في مسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة، حيث توافد عدد كبير من الفنانين والسينمائيين لتقديم واجب العزاء لأسرة الفقيد، وقد كانت مشاعر الحزن والأسى بادية على وجوه الحاضرين، خاصة على نجل الراحل، الذي انهار من البكاء فور وصوله إلى قاعة العزاء، متأثرًا بفقدان والده الذي ضحى بحياته لإنقاذه من الغرق.


تفاثيل الوفاة
كانت تفاصيل الحادث مؤلمة؛ فوفقًا لما تداولته المصادر المقربة من الأسرة، كان تيمور تيمور يقضي إجازة عائلية بصحبة ابنه، وعندما تعرض الابن لخطر الغرق في مياه البحر، لم يتردد الأب في القفز لإنقاذه، وتمكن من انتشاله من المياه بسلام، لكنه لم يتمكن من النجاة بنفسه، ليفارق الحياة تاركًا خلفه بصمة فنية كبيرة وقصة بطولة مؤثرة.
شهد العزاء حضورًا لافتًا من نجوم الفن والإعلام، حيث حرص عدد من أصدقاء الراحل وزملائه على التواجد لتقديم الدعم والمساندة لأسرة الفقيد، كان في مقدمة الحاضرين لاستقبال المعزين مدير التصوير أحمد المرسي، الذي تربطه علاقة صداقة قوية بالراحل، بالإضافة إلى نجل الفقيد، كما تواجدت الفنانة ريهام عبد الغفور، والمخرج عمرو سلامة، والفنان محمد علي رزق، الذين كانوا من أوائل من وصلوا لتقديم العزاء.
تيمور تيمور، الذي فارق الحياة في قمة عطائه، ترك إرثًا فنيًا غنيًا بالعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حفرت اسمه في تاريخ الدراما والسينما المصرية ، فقد تعاون مع كبار المخرجين والفنانين، وقدم أعمالًا تتميز بجودتها البصرية وفهمها العميق للدراما، مما جعله واحدًا من أهم مديري التصوير في جيله.
وستبقى قصة تضحية تيمور تيمور محفورة في ذاكرة كل من عرفه، ليس فقط كفنان مبدع، بل كأب شجاع قدم أغلى ما يملك لإنقاذ حياة ابنه، ليتحول رحيله المأساوي إلى رمز للتفاني والحب الأبوي، ويترك فراغًا كبيرًا في قلوب محبيه وزملائه في الوسط الفني.
مسيرة مهنية قصيرة لكنها حافلة بالإنجازات
تخرج تيمور تيمور في المعهد العالي للسينما، قسم تصوير، وبدأ مسيرته الفنية مبكرًا بمشاريع متميزة أثناء دراسته ، تميز بموهبته الاستثنائية في إدارة الكاميرا والإضاءة، ما جعله يبرز سريعًا كأحد الأسماء الواعدة في مجال التصوير السينمائي والدرامي ، ورغم قصر عمره الفني، فقد ترك بصمة واضحة من خلال أعمال مهمة شارك فيها، مثل مسلسل "الجامعة وخطوط حمراء"، بالإضافة إلى أعمال سينمائية بارزة مثل "إبراهيم الأبيض" والحاسة السابعة"، الذي شارك فيه بالتمثيل أيضًا.
بصمته الأخيرة في "جودر" و"شقو"
كان آخر أعمال تيمور تيمور في الدراما هو مسلسل "جودر" الذي عُرض في السباق الرمضاني الأخير وحقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، بينما كان آخر عمل سينمائي له هو فيلم "شقو" ، أظهر تيمور في هذه الأعمال حرفية عالية وإبداعًا فنيًا لافتًا، ما يؤكد الخسارة الكبيرة لرحيله المبكر.
الحزن يخيم على الوسط الفني
أحدث خبر وفاة تيمور تيمور حالة من الحزن العميق بين زملائه وأصدقائه في الوسط الفني، حيث سارع الكثير منهم إلى نعيه بكلمات مؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للمجتمع الفني المصري. كما نعت نقابة المهن التمثيلية الراحل ببالغ الحزن والأسى، مؤكدة أنه ترك إرثًا فنيًا وإبداعيًا في مجال التصوير وتقدم الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، وأعضاء مجلس الإدارة، بخالص العزاء لأسرة الفقيد.
أبرز أعمال تيمور تيمور الفنية
يُعد تيمور تيمور من أبرز مديري التصوير الذين عملوا في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية المميزة، ومن أبرز هذه الأعمال:
المسلسلات: "خطوط حمراء"، "الجماعة"، "حكايات وبنعيشها: فتاة الليل"، "عرض خاص"، و"شباب أون لاين 2".
الأفلام: "على جثتي"، "إبراهيم الأبيض"، "الحاسة السابعة"، "سحر العيون"، و"بعد الموقعة".