في ذكرى وفاتها.. تحية كاريوكا امرأة سبقت زمنها بفنها وجرأتها وأرءها السياسية

تحل يوم ذكرى رحيل الفنانة تحية كاريوكا، والتي كانت أكثر من مجرد راقصة شرقية أو نجمة شباك، بل حكاية مصرية خالصة تجمع بين التمرد والفن والسياسة. 

من طفولة قاسية في الإسماعيلية إلى نجومية صاخبة في القاهرة، استطاعت  تحية كاريوكا  صنعت لنفسها أسطورة لا تمحى، وظلت حتى رحيلها أيقونة توازن بين الإبداع الفني والموقف الوطني.

بدايات تحية كاريوكا من الإسماعيلية إلى بديعة مصابني

وُلدت تحية كاريوكا بدوية تحية محمد علي النيداني عام 1915، وعاشت طفولة صعبة بعد وفاة والدها، ثم هربت إلى القاهرة لتبدأ رحلة الفن، حيث تبنّاها سليمان باشا نجيب، وانضمت إلى فرقة بديعة مصابني سنة 1935.

هناك قدمت تحية كاريوكا الرقصة العالمية التي منحتها اسمها الفني: "الكاريوكا"، لتصبح علامة فارقة في الرقص الشرقي والسينما المصرية.

زيجات مثيرة وحب بلا مقدمات في حياة تحية كاريوكا

عرفت تحية كاريوكا حياة شخصية مليئة بالمفاجآت، فقد تزوجت 17 مرة، كان أبرزها من النجم رشدي أباظة.

تحكي تحية كاريوكا عن قصة حبها وزواجها من الفنان الراحل رشدي أباظة قائلة: “فضلنا أصحاب 3 سنين لغاية ما وافقت على الزواج… وفي الآخر لقيت نفسي أمام أمر واقع وكان كمين للزواج”.

ورغم حبها لرشدي، ظلت كاريوكا تتحمل مسؤولية عائلتها وتعمل بلا توقف، لم تنجب أطفالًا لكنها تبنّت فتاة في السبعين من عمرها، وكانت تقول ضاحكة: “خلفت وأنا عندي 70 سنة”.

تحية كاريوكا نجمة المسرح والسينما

أبدعت تحية كاريوكا في أكثر من 120 فيلمًا، منها: "الكرنك، سمارة، خلي بالك من زوزو، أم العروسة. 

كما لمع اسم تحية على خشبة المسرح مع زوجها السابق فايز حلاوة، حيث قدمت أعمالًا جريئة تناولت قضايا اجتماعية وسياسية.

إقناع شكري سرحان بدور تاريخي

في كواليس فيلم "شباب امرأة" لعبت دورًا محوريًا في إقناع الفنان شكري سرحان بتجسيد شخصية الفلاح، وقالت له: “انت يا شكري بعد الدور ده هتبقى الأستاذ شكري، قبله انت مش ممثل”، ليقدم واحدًا من أهم أدواره.

تحية كاريوكا زوجهها السياسي الذي لا يعرف التراجع

لم تكن تحية مجرد فنانة؛ فقد انخرطت في العمل السياسي ودعمت ثورة 1952، وساعدت محمد أنور السادات على الهروب من الاعتقال البريطاني.

واعتقلت تحية كاريوكا أكثر من مرة بسبب مواقفها الوطنية، واستخدمت فنها للدفاع عن قضايا المرأة وحقوق الإنسان.

رحيل الأسطورة تحية كاريوكا

في 20 سبتمبر 1999 أسدل الستار على حياة استثنائية امتدت 84 عامًا، بقيت تحية كاريوكا رمزًا للجرأة الفنية والمواقف الصلبة، شاهدة على أن الفن قد يكون سلاحًا بقدر ما هو إبداع.