مشاركة صناع السينما ونقاد الفن في فعالية "لها ومعها" بمسرح راديو

استضافت "دوار للفنون" ندوة فنية بعنوان "صورة المرأة في الإعلام: التأمل والاستهلاك الواعي"، ضمن فعاليات مشروع "لها ومعها" بالشراكة مع السفارة البريطانية في مصر، وذلك على خشبة مسرح راديو بوسط القاهرة، بحضور كوكبة من الإعلاميين ونقاد الفن وصناع السينما.
وهدفت الندوة إلى مناقشة الصورة الإعلامية النمطية للمرأة في مصر، وتأثيرها على المجتمع، مع الدعوة لتقديم نماذج نسائية أكثر واقعية وعمقًا، تعكس تجارب حقيقية وتكسر الأنماط السائدة.
المشروع يستخدم الفنون لمواجهة العنف وتفكيك ثقافته
في بداية الفعالية، قدمت مديرة مشروع "لها ومعها" شلالة، شرحًا لأهداف المشروع الذي يسعى لاستخدام الفنون كأداة للتعبير والدعم النفسي، مثل الحكي والرقص العلاجي، لمواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي، إذ كشفت عن الدور السلبي لبعض الوسائط الإعلامية في ترسيخ ثقافة العنف تجاه المرأة.




محمود سيد: نحتاج كتابة فنية مسؤولة بعيدًا عن الترويج للصور النمطية
أكد محمود سيد، المدير التنفيذي لـ"دوار للفنون"، أهمية حرية الفنان في طرح قضايا المرأة، محذرًا من استهلاك فن يكرس القوالب النمطية مشيداً بأمثلة سينمائية واقعية قدمها مخرجون كبار كـمحمد خان وصلاح أبو سيف، داعيًا إلى دعم إنتاجي للأعمال التي تطرح نساءً حقيقيات لا مجرد "كمالة عدد".
كما تساءل عن مبررات ضرب النساء في بعض العروض المسرحية باعتباره "كوميديا"، متعجبًا من تفاعل الجمهور بالضحك، وموضحًا أهمية الفصل بين الكوميديا والأخلاق.



شاهيناز العقاد: 95% من أبطال الأفلام رجال والمرأة مجرد خلفية
ومن جانبها وجهت المنتجة شاهيناز العقاد انتقادًا حادًا لصورة المرأة في السينما، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من الأفلام يهيمن عليها البطل الذكر، فيما تُمنح المرأة أدوارًا هامشية.
كما رأت أن الحل يبدأ بإنتاج أفلام تعبّر فيها المرأة عن نفسها، مؤكدة أن النجاح يكمن في تقديم رسالة متوازنة تلامس الجمهور، دون الترويج لأفكار مغلوطة مثل تعدد الزوجات أو تقبل العنف ضد المرأة.
وأضافت شاهيناز العقاد أن المنصات الرقمية لن تلغي دور السينما، لكن التحدي يكمن في تحقيق توازن بين العرض السينمائي والتوزيع الرقمي ضمن اتفاقات إنتاجية عادلة.
مروة أبو ليلة: التصوير الوثائقي يحرر صورة المرأة من الزيف التجاري
أما المصورة ومؤسسة "فوتوبيا" مروة أبو ليلة، فأشارت إلى قدرة الصورة الفوتوغرافية، لا سيما الوثائقية، على إعادة تشكيل وعي المرأة بذاتها، بعيدًا عن النماذج الاستهلاكية.
وضربت مروة مثالًا بكتاب المصورة هبة خليفة، الذي رصد معاناة السيدات مع أجسادهن كجزء من محاولة لفهم الواقع النسائي بصدق وإنسانية.
وأكدت مروة أبو ايلة أن الدراما تضع النساء إما في قالب السيطرة أو الخضوع، مشيدة بقرارات قضائية حديثة أنصفت المرأة في قضايا الابتزاز الإلكتروني.



أندرو محسن: التغيير في معالجة الدراما لشخصية المرأة
وعلى صعيد آخر تحدث الناقد الفني ومدير البرامج بمهرجان الجونة أندرو محسن عن بوادر التغيير في معالجة الدراما لشخصية المرأة.
وأشار أندرو محسن إلى شخصية "نايلة" التي قدّمتها أروى جودة في مسلسل "هذا المساء" كمثال لبطلة تملك إرادة حقيقية وتواجه الرجل في قضايا لا تزال تعد "تابو" في المجتمع.
كما استعرض نماذج سينمائية مختلفة مثل فيلم "الهوى سلطان" لهبة يسري، وفيلم "رفعت عيني للسما"، و"الفستان الأبيض"، و"دخل الربيع يضحك"، مؤكدًا أن هناك تجارب إنتاجية جريئة تستحق الإشادة.



مي عبد العظيم: التنمر الكوميدي على النساء ترسّخ ثقافة ذكورية مغلوطة
أما مي عبد العظيم، مؤسسة مجلة "What Women Want"، فتحدثت عن أثر الكوميديا في ترسيخ صورة غير واقعية للمرأة، بدءًا من التنمر على الشكل الخارجي كما في أغنية "دبدوبة التخينة"، وصولًا إلى فرض معايير جمالية غير منطقية عبر الممثلات اللاتي يستخدمن البوتوكس والجراحات التجميلية.
وانتقدت الصورة النمطية للرجل أيضًا باعتباره "المنفق الوحيد" و"الخالي من المشاعر"، مؤكدة أن المجلة تحرص على تقديم محتوى يبتعد عن النماذج المزيفة التي لا تعبر عن الواقع.
الختام بحفل غنائي للفنانة شهيرة كمال
واختتمت الندوة بعرض فني للفنانة شهيرة كمال، في ختام فعالية جمعت بين الفن والنقد والتأمل في مستقبل أكثر عدالة للمرأة في الإعلام والدراما.