محمد هنيدى يتغيب عن استلام جائزته من مهرجان الإسكندرية للمسرح الدولي

تغيب الفنان الكبير محمد هنيدي عن حفل ختام الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الإسكندرية للمسرح الدولي، والذي حملت اسمه، حيث لم يتمكن من حضور مراسم تسلم جائزة التكريم المخصصة له، وقد أناب عنه الفنان أحمد السقا في استلام الجائزة، الذي كشف بدوره عن سبب غياب هنيدي.
أحمد السقا يكشف أسباب غياب هنيدى
في كلمته على خشبة المسرح، أوضح السقا أن غياب هنيدي يعود إلى "ظروف عائلية قهرية" منعته من التواجد في المهرجان، وأعرب السقا عن تفهمه للموقف، طالبًا من الجمهور عدم الاستياء من غياب هنيدي نظرًا لكون الظروف خارجة عن إرادته، ويُذكر أن هذه الدورة من المهرجان كانت للاحتفاء بمسيرة هنيدي الفنية الطويلة والمتميزة، مما أضفى أهمية خاصة على الحدث.
تكريم لمسيرة فنية حافلة
يأتي تكريم محمد هنيدي في مهرجان الإسكندرية للمسرح الدولي تقديرًا لمساهماته الكبيرة في المشهد الفني المصري والعربي، وتحديدًا في مجال المسرح الذي كان نقطة انطلاقته، بدأ هنيدي مسيرته على خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى السينما والدراما، تاركًا بصمة واضحة في كل عمل شارك فيه،وقد تميز بتقديمه لأعمال فنية جمعت بين الكوميديا الراقية والقضايا الاجتماعية، مما جعله واحدًا من أبرز نجوم جيله وأكثرهم تأثيرًا.
يُعد هذا التكريم بمثابة اعتراف رسمي بمكانة هنيدي الفنية ودوره في إثراء الحياة الثقافية، فمنذ بداياته في مسرحيات مثل "حزمني يا"، وصولًا إلى أعماله السينمائية التي حققت جماهيرية واسعة، استطاع هنيدي أن يحجز لنفسه مكانة مرموقة في قلوب الجمهور.
ردود الفعل والتعاطف مع هنيدي
أثار غياب هنيدي وتصريح السقا ردود فعل واسعة بين الحضور والمتابعين. فقد أعرب العديد من الفنانين والجمهور عن تفهمهم الكامل للوضع، متمنين لهنيدي تجاوز هذه الظروف الصعبة، كما أشاد البعض بموقف أحمد السقا ووفائه لزميله، حيث قام بدور المحتفي والمستلم للجائزة بالنيابة عنه، وهو ما يؤكد على عمق العلاقة بين الصديقين.
مسيرة فنية استثنائية
يُعتبر محمد هنيدي أحد أبرز رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، وقد بدأ مشواره الفني بعد تخرجه في المعهد العالي للسينما عام 1991، لم تكن بدايته سهلة، حيث قدم أدوارًا ثانوية في أعمال مختلفة قبل أن يحقق انطلاقته الكبرى. وقد تألق على خشبة المسرح بأعمال خالدة مثل "ألابندا" و"عفروتو"، وفي السينما بأفلام حققت نجاحًا جماهيريًا غير مسبوق، من بينها "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، "همام في أمستردام"، و"وش إجرام"
لم يقتصر إبداعه على الكوميديا فقط، فقد أثبت قدرته على التنوع بتقديمه أدوارًا درامية، وتعاون مع المخرج الكبير يوسف شاهين في فيلم "إسكندرية كمان وكمان" عام 1990، على مدار مسيرته، حصد هنيدي العديد من الجوائز المرموقة، كان أبرزها جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" عام 2009، كما كرمته العديد من المهرجانات الدولية، من بينها مهرجان الرباط ومهرجان تطوان الدولي للسينما في المغرب.
احتفاء بالفن والإبداع
أكد رئيس المهرجان، الفنان إبراهيم الفرن، أن إطلاق اسم الدورة الخامسة عشرة على الفنان محمد هنيدي هو شرف للمهرجان، وتقديرًا لمسيرته المضيئة التي فتحت آفاقًا جديدة أمام جيل كامل من المبدعين، وأشار إلى أن الفن الحقيقي ليس مجرد ترفيه، بل هو أداة فعالة لصناعة الوعي وتغيير نظرة المجتمع لنفسه، وهو ما تجسد في أعمال هنيدي التي حملت رسائل عميقة بطابع كوميدي فريد.
يُعد تكريم محمد هنيدي في ختام المهرجان إشارة واضحة إلى التزام مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي بالاحتفاء بالرموز الفنية التي تركت بصمة في تاريخ الفن العربي، وفي الوقت نفسه دعم المواهب الشابة والطاقات الإبداعية الجديدة/ هذا النهج يرسخ مكانة المهرجان كواحد من أهم الفعاليات المسرحية في المنطقة، والتي تجمع بين تقدير الماضي وتطلع للمستقبل.