بذكرى ميلاده.. كمال الشناوي دنجوان السينما الذي تحول لأدوار السلطة في آخر أعماله

كارافان

تحل اليوم الجمعة 26 ديسمبر 2025 ذكرى ميلاد الفنان الكبير كمال الشناوي، أحد أعمدة السينما المصرية، والذي لم يكن نجمًا تقليديًا بقدر ما كان حالة فنية متفردة، استطاع عبر مسيرته الطويلة أن يعبر الأجيال المختلفة، ويعيد تقديم نفسه في كل مرحلة بثوب جديد، محافظًا على مكانته كأحد أهم رموز الفن العربي.

مولد كمال الشناوي ونشأته الفنية

وُلد كمال الشناوي في 26 ديسمبر عام 1918 بمدينة ملكال بالسودان، قبل أن ينتقل مع أسرته إلى مصر، حيث استقر في مدينة المنصورة. اسمه الحقيقي هو محمد كمال محمد علي الشناوي، ونشأ في بيئة تهتم بالثقافة والتعليم، الأمر الذي ساهم في تشكيل وعيه الفني مبكرًا.

وقبل أن يعرفه الجمهور نجمًا سينمائيًا، عمل كمال الشناوي مدرسًا للتربية الفنية، وكان فنانًا تشكيليًا، وهو ما انعكس بوضوح على أدائه التمثيلي، إذ امتلك حسًا بصريًا مميزًا، وقدرة لافتة على توظيف تعبيرات الوجه، وحركة الجسد، ونبرة الصوت، ليصنع شخصية متكاملة أمام الكاميرا.

بداياته السينمائية وصعوده للنجومية

دخل كمال الشناوي عالم السينما في نهاية الأربعينيات، وسرعان ما لفت الأنظار بوسامته وحضوره الطاغي، ليصبح خلال الخمسينيات والستينيات أحد أبرز نجوم الشباك، ويحمل لقب دنجوان السينما المصرية وفارس الرومانسية.
 

لكن ذكاءه الفني دفعه إلى عدم الاكتفاء بأدوار الشاب الوسيم، فاتجه لاحقًا إلى أدوار أكثر عمقًا وتعقيدًا، فقدم شخصيات متنوعة ما بين الانتهازي، والشرير، والمسؤول المتسلط، والأب القاسي، واستطاع أن يمنح كل شخصية مصداقية عالية جعلت الجمهور يصدقه في كل مرحلة عمرية.

أعمال خالدة وأدوار لا تُنسى
 

شارك كمال الشناوي في أكثر من 200 عمل فني ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، وهو رقم يعكس استمراريته وقدرته على مواكبة تغيرات الزمن. 

وتعاون خلال مسيرته مع كبار المخرجين والنجوم، وكان حاضرًا في أعمال ناقشت قضايا سياسية واجتماعية مهمة، خاصة خلال السبعينيات والثمانينيات.

ومن أبرز أدواره التي لا تزال عالقة في الذاكرة، تجسيده شخصية وزير الداخلية في فيلم “الإرهاب والكباب” أمام عادل إمام، ودور رئيس الجمهورية في فيلم “ظاظا” مع هاني رمزي، إلى جانب أدواره الكلاسيكية في أفلام مثل “انتحار صاحب الشقة”، وتجسيده شخصية رؤوف علوان في فيلم “اللص والكلاب”، الذي قدم فيه نموذجًا إنسانيًا معقدًا يعكس صراعات النفس البشرية.
كما خاض تجربة الإخراج السينمائي مرة واحدة، في خطوة تؤكد فهمه العميق لصناعة السينما ككل، وليس التمثيل فقط.

كمال الشناوي.. الحضور الإنساني والإرث الفني

على المستوى الإنساني، عُرف كمال الشناوي بشخصيته الصريحة والقوية، وكانت حياته مليئة بالتجارب التي انعكست بوضوح على أدائه، مانحة أدواره قدرًا كبيرًا من النضج والصدق.

ورغم رحيله عن عالمنا في 22 أغسطس 2011 عن عمر ناهز 89 عامًا، فإن اسمه لا يزال حاضرًا بقوة، من خلال أعماله التي تُعرض حتى اليوم، وتُعد نماذج فنية تُدرّس في الأداء المتنوع والتطور المستمر، ليظل كمال الشناوي أحد أساطير السينما المصرية الذين لا يغيبون عن الذاكرة.

تم نسخ الرابط