استغلال نجاح أم فقر في الإبداع؟.. إتجاه صناع الافلام إلى تقديم اجزاء جديدة من أعمالهم

أفلام سيعاد تقديم
أفلام سيعاد تقديم جزء جديد منها

في السنوات الأخيرة، باتت صناعة السينما تعتمد بشكل متزايد على تقديم أجزاء جديدة من الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا، سواء لاستثمار شعبية الأجزاء الأولى أو لضمان تحقيق إيرادات مضمونة.


هذه الظاهرة تعكس توجهًا متناميًا لدى صناع السينما، حيث أصبح إنتاج سلاسل الأفلام خياراً مفضلا لدى المنتجين والمخرجين، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الصناعة، مثل ندرة الأفكار الجديدة والمنافسة الشرسة على شباك التذاكر، وبينما ينجح بعض الأجزاء في مواصلة النجاح والتطور، قد تفشل أخرى في تحقيق نفس التأثير.

 

أفلام بداية الألفية

الأمثلة كثيرة في هذا الصدد، ومؤخرا أعلن عدد من الصناع تقديم أجزاء من جديدة من أفلامهم منهم الكاتب تامر حبيب الذي كشف عن بدء تحضيرات لجزء ثان من فيلم “سهر الليالي”، والذي عُرض الجزء الأول منه في عام 2003 وهو بطولة منى زكي وحنان ترك وأحمد حلمي.
كما أعلن المخرج مجدي الهواري عن جزء جديد من فيلم "السلم والثعبان" بعد 24 عاما من طرحه،  وسيقدم البطولة عمرو يوسف ومنة شلبي في أوّل تعاون سينمائي بينهما.

هذا بخلاف إنتاج جزء ثان من فيلم “حريم كريم” الذي قام ببطولته مصطفى قمر منذ حوالي 20 عاماً، حيث تم تقديم جزء جديد منه منذ عامين.

 

الأفلام الحديثة.. ولاد رزق والفيل الأزرق

ولا يتوقف الأمر على إعادة إحياء الأفلام القديمة فقط، لكن الأمر ينطبق أيضاً على الأفلام التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة والأمثلة على ذلك كثيرة.

فيلم “ولاد رزق” لأحمد عز الذي تم إنتاج جزءه الأول عام 2015 وبعدها بسنوات تم إنتاج جزءه الثاني ثم بعدها بفترة تم إنتاج الجزء الثالث أيضاً.

وهو نفس ما حدث مع فيلم “الفيل الأزرق” لكريم عبد العزيزوالذي تم إنتاج جزءه الأول عام 2014، ثم إنتاج جزء ثاني له بعدها بأربع سنوات، وحالياً يتم التحضير للجزء الثالث.

حتى فيلم “الحريفة” الذي تم إنتاجه العام الماضي وتم إنتاج جزء ثان له هذا العام، والأمثلة كثيرة على هذة الظاهرة.

 

وحول هذا تواصل "كاراڤان" مع عدد من النقاد للإجابة على سؤالنا حول ضرورة تقديم أجزاء جديدة من الأفلام وهل هو استغلال نجاح ام فقر في الأفكار؟


ضعف الإبداع

يرى الناقد طارق الشناوي أن الاتجاه نحو تقديم أجزاء ثانية من أعمال سينمائية لم تحقق نجاحا استثنائيا يعكس ضعف الإبداع وأزمة فنية واضحة.

ويؤكد أن الإبداع الحقيقي يكمن في سعي صناع السينما والتلفزيون إلى تقديم أفكار جديدة ومبتكرة للجمهور، بدلا من إعادة تدوير أفكار قديمة سبق طرحها، حتى لو حققت نجاحًا معينا.

وأشار الشناوي إلى أن هذه الظاهرة أصبحت متكررة بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث يعيد العديد من صناع الأفلام والمسلسلات إنتاج أجزاء جديدة من أعمال حققت نجاحا ما، مثل الحريفة ووش في وش وغيرها.

 


معاناة في الافكار

أوضحت الناقدة ماجدة موريس أن ظاهرة تقديم الأجزاء الجديدة من الأفلام والمسلسلات تصاعدت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، نتيجة لمعاناة صناع السينما في ابتكار أفكار جديدة تحقق نفس مستوى النجاح الجماهيري الذي حققته الأجزاء السابقة، سواء في السينما أو التلفزيون.

وأشارت إلى أن الأجزاء الثانية غالبا لا تحقق نفس نجاح الأجزاء الأولى، باستثناء بعض الأعمال مثل فيلم ولاد رزق، حيث حقق كل جزء منه نجاحًا يفوق سابقه، ويرجع ذلك إلى الحملات الدعائية الضخمة التي رافقت هذه الأجزاء، وهو ما حدث مع الجزء الثالث مؤخرًا. وأكدت أن نجاح الأجزاء اللاحقة يعتمد بشكل أساسي على حجم الدعاية، والبروباجندا المصاحبة لها، إضافة إلى مستوى الإنتاج والتصوير.

 


إستغلال نجاح

كما شددت ماجدة خير الله على أن العديد من الأعمال الفنية لا تمتلك الأساس القوي الذي يسمح لها بتقديم أجزاء جديدة، بل يتم استغلال نجاح الجزء الأول دون تقديم محتوى فني جديد يبرر استمرار العمل.

وأشارت  "خير الله" إلى أن ظاهرة تقديم أجزاء ثانية من الأفلام السينمائية انتشرت مؤخرا، كوسيلة لاستثمار نجاح الأجزاء الأولى من العديد من الأعمال الفنية.

وأوضحت أن بعض الأفلام والمسلسلات لم تتمكن أجزاؤها الثانية من تحقيق نفس مستوى النجاح أو الجودة التي حققها الجزء الأول، مثل مسلسل موضوع عائلي لماجد الكدواني.

لكن في المقابل، هناك أعمال استطاعت الحفاظ على مستواها وتحقيق نجاح مماثل، مثل الجزء الثاني من مسلسل كامل العدد، الذي جاء مميزا وحظي بإعجاب الجمهور.

تم نسخ الرابط