في ذكرى وفاته.. رشدي أباظة الموظف الذي أصبح دنجوان وفقد العالمية بالكبرياء

 رشدي أباظة
رشدي أباظة

تحل اليوم 27 يوليو ذكرى وفاة الفنان رشدي أباظة، الذي رحل عن عالمنا عام 1980 بعد مشوار فني حافل استمر أكثر من ثلاثين عامًا، تحول خلالها من موظف بسيط إلى واحد من أبرز نجوم الشاشة في تاريخ السينما المصرية.

 

ولد  رشدي أباظة سعيد هنداوي أباظة في 3 أغسطس 1926 بمدينة المنصورة، لأسرة تنتمي إلى عائلة الأباظية، إحدى أعرق العائلات المصرية في الثقافة والمال والفكر.

 

والده  رشدي أباظة كان ضابط شرطة برتبة لواء، ووالدته إيطالية الأصل تدعى تريزا لويجي. تنقل كثيرًا في طفولته بحكم طبيعة عمل والده، وقضى سنوات شبابه في حي شبرا، حيث عرف بين أبناء الحي بالجدعنة والشهامة، وكان أحد أبطال الملاكمة والمصارعة الحرة رغم فشل المتكرر في الدراسة، حيث لم يستطع اجتياز شهادة الثقافة، فإنه تمكن من إتقان خمس لغات، وهو ما ساعده لاحقًا في مشواره الفني.

 

بعد حصول  رشدي أباظة على التوجيهية من مدرسة سان مارك بالإسكندرية، التحق بالعمل موظفًا في شركة لتصدير القطن والحبوب بعمارة الإيموبيليا، وكان يتقاضى أول مرتب له بقيمة 19 جنيهًا.

 رشدي أباظة
 رشدي أباظة

من صالة البلياردو إلى "المليونيرة الصغيرة"

لم يكن في خطط رشدي أباظة أن يصبح ممثلًا. بدأت رحلته مع الفن مصادفة، حين رآه المخرج كمال بركات في صالة بلياردو، واختاره لأداء دور طيار وسيم في فيلم "المليونيرة الصغيرة" أمام فاتن حمامة عام 1948، لكن هذا الدور لم يكن كافيًا لفتح أبواب السينما أمامه، فعاد إلى العمل الوظيفي، حيث التحق بشركة قناة السويس.

 

الصداقة القوية التي ربطته بالفنانين أحمد رمزي وعمر الشريف كانت بوابته الحقيقية لعالم التمثيل. جاءته الفرصة مجددًا عندما التقى بالمخرج الإيطالي ألفريدو سندريني، الذي أسند إليه دورًا في فيلم "أمينة" مقابل 500 جنيه. بعدها، اختاره المخرج فرنتشيوه لبطولة فيلم "امرأة من نار" مع الفنانة كاميليا، ودخل في صراع عاطفي مع الملك فاروق على قلبها، إلا أن وفاتها المفاجئة في حادث طائرة تركت أثرًا عميقًا في حياته.

 

رحلة الصعود رشدي أباظة من الأدوار الثانوية إلى نجم الشباك

رغم بداياته المتعثرة، استطاع رشدي أباظة أن يثبت نفسه تدريجيًا عبر مجموعة من الأدوار المؤثرة. تألق في أفلام مثل "امرأة على الطريق"، و"الزوجة 13"، و"شروق وغروب"، و"صغيرة على الحب"، ونجح في تكوين ثنائيات ناجحة مع نجمات مثل شادية وسعاد حسني وسامية جمال.

 

 رشدي أباظة لم يكن مجرد نجم وسيم أو "دنجوان" الشاشة، بل كان ممثلًا موهوبًا قادرا على تقديم شخصيات متنوعة، خاصة تلك المأخوذة عن روايات أدبية، في فيلم "لا أنام" عام 1957، تألق في دور الأب المتورط في علاقة معقدة مع ابنته، وهي إحدى الشخصيات المركبة التي جسدها ببراعة.

 

كما شارك  رشدي أباظة في فيلم "في بيتنا رجل" عام 1961، حيث قدم شخصية بسيطة لكنها كانت جزءًا من عمل وطني كبير.

 

في فيلم "شيء في صدري" (1971)، قدم رشدي أباظة شخصية "حسين باشا شاكر"، رمز الطغيان والسيطرة، وفي "امرأة ورجل" (1971) عن قصة يحيى حقي، جسد شخصية مأزومة تسيطر عليها الغيرة والعنف، كما لعب أدوارًا مأخوذة عن روايات لكتاب كبار مثل إحسان عبد القدوس، طه حسين، نجيب محفوظ، ويوسف السباعي.

 رشدي أباظة
 رشدي أباظة

 رشدي أباظة ما بين السينما والسياسة

خارج الشاشة، كان لرشدي أباظة أدوار أخرى في الواقع. فقد شارك في دعم الفدائيين بمنطقة القناة قبل ثورة 1952، من خلال تهريب السلاح إلى عمه وجيه أباظة، أحد الضباط الأحرار، بالتعاون مع زوجته آنذاك تحية كاريوكا، التي كانت شريكته في العمل الوطني.

 

 زوجات رشدي أباظة

تعددت زوجات رشدي أباظة، وجميعها تقريبًا كانت من الوسط الفني باستثناء زوجته الأخيرة. ارتبط أولًا بكاميليا، ثم تزوج من تحية كاريوكا لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينفصلا بسبب الغيرة.

بعدها تزوج  رشدي أباظة من الإنجليزية بربارا التي أنجب منها ابنته الوحيدة "قسمت" ثم ارتبط بالفنانة سامية جمال التي استمر زواجه منها 18 عامًا، وتخللها زواج قصير جدًا من الفنانة صباح وفي أواخر حياته، تزوج من نبيلة أباظة ابنة عمه، والتي توفيت بمرض السرطان.

 

فرص رشدي أباظة الضائعة بسبب الغرور

شارك رشدي أباظة في عدد من الأفلام الأجنبية منها "وادي الملوك" عام 1954، حيث عمل كـ "دوبلير" للنجم روبرت تايلور، كما تلقى عروضًا أخرى من السينما العالمية، لكنه فقد فرصًا كبيرة بسبب اعتداده بنفسه ورفضه تقديم أدوار اعتبرها دون طموحه.

 

"الأقوياء" كلمة الوداع لـ رشدي أباظة

آخر أفلام رشدي أباظة كان "الأقوياء" عام 1980، أنهكه المرض لكنه أصر على استكمال التصوير حتى المشهد الأخير، ورحل "دنجوان السينما" بعد أن ترك إرثًا فنيًا كبيرًا.

تم نسخ الرابط